جلسة “الهندسة الإنشائية، هندسة النقل والطرق السريعة، وهندسة الموارد المائية” ضمن المؤتمر الدولي الخامس للهندسة المعمارية والمدنية والتخطيط الحضري
جامعة جيهان – أربيل تستضيف جلسة بحثية حول البنية التحتية المستدامة ضمن التزامها بتطوير البحث الهندسي، حيث استضافت الجامعة جلسة متخصصة في الهندسة الإنشائية، هندسة النقل والطرق السريعة، وهندسة الموارد المائية في 26 شباط2025 في قاعة الـ VIP. وذلك ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدولي الخامس في الهندسة المدنية والمعمارية والتخطيط الحضري .
ترأس الجلسة الأستاذ الدكتور هيثم علي من جامعة القادسية، العراق، بمشاركة الدكتور ديار ناصح قادر من جامعة كركوك، العراق، مقرراً الجلسة. تضمنت الجلسة محاضرة رئيسية وعروضًا بحثية تناولت البناء المستدام، مرونة البنية التحتية، والمواد الهندسية المتقدمة حيث شملت ما يلي:
المحاضرة الرئيسية كانت بعنوان “تقديم الخرسانة الإسفلتية ذات الخلط الدافئ (WMAC) كبديل بيئي لرصف الطرق” قدمها الأستاذ الدكتور سعد عيسى سرسم – جامعة بغداد ومؤسس مكتب سرسم وشركاه للاستشارات الهندسية (SACB). تناولت المحاضرة الخرسانة الإسفلتية ذات الخلط الدافئ (WMAC) كبديل أكثر استدامة من الخرسانة الإسفلتية الساخنة (HMA). أظهرت النتائج أن WMAC تمتلك مقاومة شد غير مباشرة (ITS) أعلى بنسبة تصل إلى 30.59% مقارنةً بـ HMA، كما أظهرت استقرارًا حراريًا أكبر، مما يجعلها أكثر مقاومة للتغيرات البيئية.
وكان البحث الأول بعنوان “رسم خرائط شدة الأمطار – المدة – التكرار في العراق: أداة للتخطيط التنموي المستدام”، للباحثتين د. أسماء عبد الجبار جميل و د. زينب ثائر داوود من جامعة تكريت. تناولت الدراسة توزيع الأمطار في العراق، موضحةً أن الشمال يتلقى كميات أكبر من الأمطار مقارنةً بالمناطق الوسطى والجنوبية، مما ينعكس على التخطيط البيئي وصنع السياسات، إذ تستفيد المناطق الشمالية زراعيًا، بينما تتطلب المناطق الجنوبية استراتيجيات متخصصة لإدارة الموارد المائية.
البحث الثاني بعنوان: “التنبؤ بسلوك العتبات الخرسانية خفيفة الوزن المُقواة بقضبان GFRP باستخدام تقنية DIC“، للباحثين الأستاذ الدكتور هيثم علي وأنيس جاسم يوسف من جامعة القادسية. بحثت الدراسة في فعالية قضبان GFRP في تقوية العتبات الخرسانية خفيفة الوزن (LWRC)، حيث أظهرت النتائج زيادة بنسبة 30% في قدرة التحمل الانحنائية و149% في مقاومة القص. كما أكدت تقنية DIC دقة توقعاتها فيما يخص الإزاحة وأنماط الفشل، مما يعزز موثوقيتها في التحليل الإنشائي.
البحث الثالث بعنوان “تأثير الإضافات على الخواص الريولوجية للمواد الإسفلتية المستدامة”، للأستاذ الدكتور سعد عيسى سرسم من جامعة بغداد. ناقش البحث تأثير الإضافات النانوية والميكروية على المواد الإسفلتية، وأظهرت النتائج أن الإضافات النانوية حسّنت استدامة الإسفلت من خلال تقليل التأثر بالحرارة. كما زادت اللزوجة عند إضافة الرماد المتطاير، والسيليكا المدخنة، والجير المطفأ، مما عزز فعاليتها في بناء الطرق.
البحث الرابع بعنوان “أداء الهياكل والخصائص الميكانيكية للخرسانة المحتوية على مسحوق الزجاج المعاد تدويره كبديل جزئي للإسمنت”، للباحثين د. ديار ناصح قادر، د. خميس عبد الحليم، وحماد ميري من جامعة كركوك. ناقش البحث استخدام مسحوق الزجاج المعاد تدويره (WGP) كبديل جزئي للإسمنت، وأبرزت النتائج أن أفضل نسبة استبدال كانت 15%، حيث زادت قوة الضغط بنسبة 14.72% وقوة الشد بنسبة 22.73%، بينما استبدال 10% من الإسمنت حسّن مقاومة الشد لكنه قلل مقاومة الضغط، في حين أن استبدال 30% حافظ على مقاومة الضغط مع انخفاض طفيف في مقاومة الشد. كما أظهر البحث أن استخدام WGP يقلل من استهلاك الإسمنت وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يعزز الاستدامة البيئية.
البحث الخامس بعنوان “الخصائص الميكانيكية للخرسانة الجيوبوليمرية المسلحة بالألياف الفولاذية تحت درجات حرارة مختلفة”، للباحثين غونول علي مردان و د. مازن برهان عبد الرحمن من جامعة تكريت. استهدفت الدراسة أداء الخرسانة الجيوبوليمرية المسلحة بالألياف الفولاذية عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، حيث أظهرت النتائج أن أفضل نسبة ألياف هي 1.0%، مما أدى إلى أعلى أداء ميكانيكي (مقاومة ضغط 51.2 MPa ومقاومة شد 5.51 MPa). كما أظهرت الدراسة أن الخرسانة احتفظت بمقاومة الضغط حتى 250°C، مع انخفاض تدريجي بين 250°C و750°C، فيما ساهمت الألياف الفولاذية في تحسين مقاومة الخرسانة للحريق.
سلّطت الجلسة البحثية الضوء على التطورات الحديثة في الاستدامة الهندسية، ومرونة البنية التحتية، والمواد المتقدمة. كما ركزت النقاشات على أساليب البناء الصديقة للبيئة، وإدارة الموارد المائية الفعالة، والتقنيات الحديثة لتقوية المنشآت، مما عزز التعاون الأكاديمي وساهم في دفع عجلة التطور الهندسي المستدام.
واختُتمت الجلسة بحوار تفاعلي ثري، حيث تبادل الخبراء والباحثون المشاركون وجهات النظر حول الحلول المبتكرة في الهندسة المستدامة، وأثرها على مستقبل البنية التحتية.