في المؤتمر الدولي الخامس لعلوم الهندسة المعمارية والمدنية، ناقش الباحثون المباني المستدامة بيئيًا
أربيل، العراق – 26 شباط 2025 – اجتمع خبراء وباحثون من مؤسسات مختلفة في المؤتمر الدولي الخامس لعلوم الهندسة المعمارية والمدنية في قاعة المؤتمرات بجامعة جيهان-أربيل في مسار المباني المستدامة بيئيًا، حيث ناقشوا الأساليب المبتكرة للهندسة المعمارية المستدامة والتنمية الحضرية. وتضمنت الجلسة، التي عقدت من الساعة 12:00 ظهرًا إلى الساعة 3:00 ظهرًا، دراسات رائدة حول تقنيات البناء الصديقة للبيئة وممارسات البناء الموفرة للطاقة.
قدم الأستاذ الدكتور محمود أحمد خياط من جامعة كردستان، أربيل الكلمة الافتتاحية، حيث سلط الضوء على أهمية تطبيق ممارسات البناء المستدامة للحد من التأثيرات البيئية السلبية. وبصفته خبيرًا بارزًا في هذا المجال، شدد على ضرورة دمج مبادئ الاستدامة في التصميمات المعمارية الحديثة لتعزيز التوازن البيئي وتقليل التأثيرات السلبية على المشهد الحضري. كما ترأس الأستاذ الدكتور محمود أحمد خياط لجنة الجلسة بمشاركة الدكتورة نغم إسماعيل يحيى من جامعة جيهان – أربيل، حيث أشرفا على المناقشات حول المنهجيات المبتكرة لتعزيز مرونة البيئة في التخطيط العمراني.
بدأت الجلسة بسلسلة من الأبحاث العلمية المتميزة، حيث قدمت دكتورة ميسون هلال من جامعة سامراء دراستها حول فعالية تقنيات التصميم المعماري الصديق للبيئة في الحد من التأثيرات السلبية على المشهد الحضري. تناول بحثها دور التصميمات المستدامة في مواجهة التحديات البيئية في المناطق الحضرية، موضحة الاستراتيجيات التي تسهم في تحسين التوازن البيئي مع الحفاظ على الجوانب الجمالية والوظيفية في التخطيط العمراني.
تبع ذلك عرض من الدكتور كاظم فارس العيساوي من جامعة بغداد، الذي قدم بحثًا بعنوان استدامة الإسكان الريفي في أهوار العراق. ناقش بحثه التحديات التي تواجه الإسكان في المناطق الريفية الواقعة في الأهوار، وكيفية تطوير تقنيات البناء التقليدية بما يتماشى مع معايير الاستدامة الحديثة. وأكد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي، مع دمج مواد البناء الصديقة للبيئة لضمان تنمية ريفية مستدامة وقابلة للتكيف مع التغيرات البيئية.
ومن جامعة طهران، قدم الدكتور رحيم زاهدي دراسة بعنوان التقييم البيئي المقارن لدورة الحياة لأساليب تزويد الطاقة المختلفة في المباني السكنية من منظور الانبعاثات. تطرقت دراسته إلى تحليل أنماط استهلاك الطاقة وتأثيرها البيئي، حيث قام بتقييم الحلول البديلة للطاقة التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من البصمة الكربونية في البناء السكني. وأظهرت نتائجه الحاجة الملحة لاعتماد مصادر الطاقة المتجددة لضمان الاستدامة في تطوير المناطق الحضرية.
بعد ذلك، قدمت الأستاذة الدكتورة مزورة عبد الغفار من جامعة بوترا ماليزيا (UPM) بحثها حول مناهج إدارة النفايات في الاقتصاد الدائري لتعزيز البيئة المجتمعية المحلية: مرتفعات كاميرون في ماليزيا. ناقش بحثها كيف يمكن تطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري على إدارة النفايات، مع التركيز على دور تقنيات الحد من النفايات وإعادة التدوير في تحسين جودة البيئة. وقدمت رؤى عملية حول كيفية مساهمة استراتيجيات إدارة النفايات الفعالة في الحفاظ على البيئة وتحسين حياة المجتمعات المحلية.
واختتمت الجلسة بعرض قدمه الدكتور بسام إحسان الحافظ من جامعة الموصل، الذي تناول دور أدوات المحاكاة الحاسوبية المتقدمة في تعزيز المرونة البيئية للمباني التراثية: دراسة حالة للنسيج العمراني التقليدي لمدينة الموصل باستخدام نموذج SOLENE-microclimate. ركز بحثه على استخدام تقنيات المحاكاة الرقمية للحفاظ على المباني التراثية وتعزيز تكيفها البيئي. من خلال النماذج الحاسوبية التفصيلية، أوضح الدكتور بسام إحسان كيف يمكن دمج التدخلات المستدامة دون المساس بالقيمة التاريخية والثقافية للتراث المعماري.
اختُتمت الجلسة بـ نقاش عام، حيث تبادل المشاركون الأفكار حول كيفية تطبيق استراتيجيات البناء المستدامة في البيئات الحضرية والريفية. ناقش الحاضرون مستقبل الهندسة المعمارية الموفرة للطاقة، ودور الأدوات الرقمية في التصميم المستدام، وأهمية دمج مبادئ الاقتصاد الدائري في تقنيات البناء الحديثة.
نجح محور المباني المستدامة بيئيًا في جمع الخبراء والباحثين لاستكشاف حلول عملية لمستقبل أكثر استدامة في الهندسة المعمارية. وأكد المؤتمر على الحاجة الملحة لاعتماد ممارسات البناء الصديقة للبيئة لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز المرونة في البيئة العمرانية.