قسم الإعلام بجامعة جيهان-أربيل يسلّح الطلاب بـ “التفكير النقدي” ضد الأخبار المزيفة
في خطوة استباقية لمواجهة تحديات الإعلام الرقمي المتزايدة، نظّم قسم الإعلام في جامعة جيهان-أربيل دورة متخصصة وهامة لطلابه يوم الخميس الموافق 2 اكتوبر 2025. ركّزت الدورة، التي أقيمت تحت إشراف المدرسة المساعدة دلان إسماعيل مولود، على موضوع محوري هو “تأثير الأخبار المزيفة على السلوك النفسي للفرد”.
قدم الدورة المدرب والباحث في وزارة الشؤون الاجتماعية، محمد عمر كاني. في مستهل حديثه، وضع المدرب تعريفًا واضحًا للأخبار المزيفة، موضحًا أنها تتجاوز كونها مجرد أخطاء غير مقصودة، بل هي في الأساس “تضليل منظم يُنشأ بقصد تعزيز مصالح سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية محددة”. سلط كاني الضوء بشكل مفصل على الأنواع المختلفة لهذه الأخبار، مؤكداً أن “التمييز بين الأخبار المزيفة يمثل نقطة البداية للحل”. هذا الجزء النظري وضع الأساس لفهم كيف يتم تصميم هذه الأخبار للتلاعب بالمشاعر العامة وتوجيه السلوك.
لم تقتصر الدورة على الشرح النظري، بل تحولت إلى ورشة عمل تفاعلية ومكثفة. قام المدرب بتقسيم طلاب قسم الإعلام عملياً إلى عدة مجموعات، حيث انخرطوا في تحليل أمثلة حية وواقعية. عُرضت عليهم مجموعة من المواد المرئية والنصية الفعلية، بعضها كان مزيفاً والبعض الآخر حقيقياً. من خلال هذا التمرين العملي، تدرب الطلاب على فحص المصادر والمعلومات بأبسط الطرق وأكثرها فعالية. الهدف كان واضحاً: تعليم الطلاب كيفية اتخاذ القرارات والتوصل إلى الاستنتاجات بناءً على الأدلة العلمية والمنطقية، بدلاً من الانجرار خلف التأثير العاطفي الذي تستغله الأخبار المزيفة. بهذه الطريقة، أصبحت الدورة بمثابة بوابة لرفع القدرة التحليلية ومهارات التفكير النقدي لدى الطلاب إلى مستوى عالٍ، مما يضمن خريجين قادرين على فرز المحتوى الإعلامي بمسؤولية ووعي.
في ختام الدورة الناجحة، توجهت المدرسة المساعدة دلان إسماعيل مولود بالشكر للمدرب محمد عمر كاني نيابة عن رئاسة قسم الإعلام، مثمنةً تقديمه لهذا الموضوع الهام والحساس. وتم تسليم شهادة تقدير للمدرب، كما مُنحت شهادات مشاركة لجميع الطلاب الحاضرين الذين أظهروا تفاعلاً ومشاركة عالية.