نجاح كبير للمؤتمر الدولي الخامس للهندسة المعمارية والمدنية في جامعة جيهان-أربيل والمشترك مع جامعة بوترا الماليزية
شهدت جامعة جيهان-أربيل بالتعاون مع جامعة بوترا الماليزية اختتامًا ناجحًا لفعاليات المؤتمر الدولي الخامس للهندسة المعمارية والمدنية، الذي استمر على مدار يومين، 26-27 شباط 2025. وقد شهد الحدث مشاركة واسعة النطاق من قبل أكاديميين وباحثين وخبراء في مجال الصناعة.
تميز المؤتمر بتقديم أوراق بحثية وعروض تقديمية تناولت أحدث التطورات في مجالات الهندسة المعمارية والمدنية، بالإضافة إلى جلسات نقاشية وورش عمل تفاعلية، ومعرض للابتكارات الهندسية. وقد وفرت هذه الفعاليات فرصة قيمة لتبادل الخبرات والمعرفة بين المشاركين.
هدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي الدولي، وتحفيز الابتكار والإبداع في المجالات الهندسية، وتطوير حلول مستدامة للتحديات التي تواجه القطاع. وتضمن المؤتمر مجموعة متنوعة من الفعاليات، بما في ذلك جلسات نقاشية وحوارية أتاحت الفرصة للمشاركين لتبادل الأفكار ومناقشة التحديات، وورش عمل تفاعلية ركزت على تطوير مهارات المشاركين في مجالات مثل التصميم المستدام والذكاء الاصطناعي وإدارة المشاريع الهندسية، ومعرض الابتكارات الهندسية الذي عرض أحدث التقنيات والمشاريع الهندسية المبتكرة، وتكريم الباحثين المتميزين تقديرًا لجهودهم في تطوير البحث العلمي.
ختاما للمؤتمر قدم الدكتور ريبوار إبراهيم مجموعة من التوصيات الشاملة التي خرج بها المؤتمر وتهدف إلى رسم ملامح مستقبل مستدام ومبتكر للقطاع الهندسي، وقد استندت هذه التوصيات إلى رؤية استشرافية تأخذ في الاعتبار التحديات الراهنة والمستقبلية، وتمحورت حول أربعة محاور رئيسية متكاملة.
أولاً، محور التصميم المستدام والمرن، الذي يشدد على ضرورة تبني ممارسات بناء صديقة للبيئة، بدءًا من اختيار مواد البناء المستدامة والقابلة لإعادة التدوير، وصولاً إلى تصميم مبانٍ ذكية وموفرة للطاقة والمياه، وقادرة على التكيف مع التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، مع دمج المساحات الخضراء في المشاريع لتعزيز التنوع البيولوجي وتحسين جودة الهواء.
ثانياً، محور التكامل التكنولوجي والابتكار، الذي يؤكد على أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل نمذجة معلومات البناء والذكاء الاصطناعي، لتحسين كفاءة وجودة المشاريع الهندسية، وتشجيع الابتكار في تطوير حلول هندسية مستدامة، مثل تقنيات الطاقة المتجددة والبنية التحتية الذكية، واستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء، مع الاستثمار في البحث والتطوير في مجالات التكنولوجيا الهندسية المتقدمة.
ثالثاً، محور تعزيز التعليم والبحث، الذي يركز على تأهيل مهندسين متميزين قادرين على تطبيق مبادئ الاستدامة والابتكار، من خلال تحديث المناهج الهندسية لتشمل مواد حول الاستدامة والتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات الصناعية في المشاريع البحثية، وتقديم منح دراسية ودعم للباحثين في المجالات الهندسية المستدامة، وإنشاء مراكز بحثية متخصصة، وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل لتبادل المعرفة والخبرات.
رابعاً، محور التطوير المهني وبناء القدرات، الذي يهدف إلى تطوير مهارات المهندسين العاملين في القطاع، وتشجيع اعتماد الممارسات المستدامة في المشاريع، من خلال توفير برامج تدريب مستمر حول أحدث التقنيات والممارسات، وتشجيع اعتماد شهادات مهنية في مجالات الاستدامة والهندسة الخضراء، وتطوير معايير وأدلة إرشادية حول الممارسات، وإنشاء منصات إلكترونية لتبادل المعرفة والخبرات، وتشجيع الشركات على تبني سياسات وممارسات مستدامة.
وقد دعا المؤتمر جميع الأطراف المعنية، من حكومات ومؤسسات أكاديمية وشركات هندسية ومهندسين ومجتمع مدني، إلى التعاون الوثيق لتنفيذ هذه التوصيات، مؤكداً أن التعاون المشترك هو المفتاح لبناء مستقبل أفضل للقطاع الهندسي، مستقبل يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار للجميع.
في ختام فعاليات المؤتمر، اعتلى الأستاذ الدكتور أمجد صابر الدلوي، رئيس جامعة جيهان – أربيل، منصة الختام ليُلقي كلمةً مؤثرةً، حيث بدأها بتوجيه خالص الشكر والتقدير إلى جموع الباحثين والأكاديميين الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم، مُثمنًا لهم مشاركتهم الفاعلة وإسهاماتهم القيّمة التي أثرت جلسات المؤتمر وأغنت النقاشات. وأشار إلى أن هذا الحضور النوعي يعكس الأهمية المتزايدة للمؤتمر ودوره المحوري في تعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات في المجالات الهندسية.
ثم انتقل الأستاذ الدكتور أمجد صابر الدلوي إلى الجزء الأهم في كلمته، حيث وجه دعوةً إلى جميع القائمين على المؤسسات الحكومية والمسؤولين في مختلف القطاعات، حثهم فيها على ضرورة تبني نتائج وتوصيات المؤتمر، وتطبيقها على أرض الواقع. وأكد أن هذه التوصيات، التي جاءت كثمرةٍ لجهودٍ بحثيةٍ مضنيةٍ وتحليلاتٍ معمقة، تحمل في طياتها حلولًا مبتكرةً للتحديات التي تواجه مجتمعاتنا، وتسهم في بناء مستقبلٍ أفضل وأكثر استدامة.
وشدد رئيس جامعة جيهان – أربيل على أن الأبحاث التي قُدمت خلال المؤتمر تميزت بجودتها العالية ومستواها الرفيع، وأنها تتناول قضايا حيوية تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والارتقاء بجودة الحياة. وأضاف أن هذه الأبحاث تُعد بمثابة خريطة طريق للمؤسسات الحكومية، حيث تقدم لها رؤىً وتوصياتٍ عمليةً يمكن تطبيقها لتحقيق الأهداف التنموية المنشودة.
وفي ختام كلمته، عبّر الأستاذ الدكتور أمجد صابر الدلوي عن أمله في أن يشهد المؤتمر في الدورات القادمة مزيدًا من المشاركة الفاعلة والتفاعل المثمر، وأن يواصل دوره الرائد في دعم البحث العلمي وتعزيز التعاون بين الباحثين والأكاديميين وصناع القرار، بما يخدم مصلحة المجتمعات ويسهم في بناء عالمٍ أفضل.