جامعة جيهان-أربيل تستضيف فعالية دولية لتعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان ومملكة تايلاند
بهدف تعزيز الروابط العلمية، الاقتصادية، والثقافية بين إقليم کوردستان ومملكة تايلاند، وفي إطار مساعيها لتطوير العلاقات الأكاديمية والدولية، استضافت جامعة جيهان-أربيل فعالية دولية مهمة تحت عنوان “جوهر تايلاند: اكتشاف الجماليات الخفية والذكريات”.
انعقدت الفعالية يوم الاثنين الموافق 8 سبتمبر 2025 في قاعات مؤتمرات الجامعة، بحضور السيد سفين دزيي، رئيس دائرة العلاقات الخارجية لحكومة إقليم کوردستان، ووفد تايلاندي رفيع المستوى برئاسة سعادة السفير سوبارك برونغثورا (Supark Pronghorn)، سفير تايلاند لدى الأردن وغير المقيم في العراق، والبروفيسور الدكتور أمجد صابر الدلوي، رئيس جامعة جيهان-أربيل، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة في حكومة إقليم کوردستان وأعضاء مجلس الجامعة وعدداً من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة . استُهلت الفعالية بتقديم عدة كلمات.
البروفيسور الدكتور أمجد صابر الدلوي: تايلاند نموذج ساطع لتقدم إقليم کوردستان
في هذا السياق، استهل البروفيسور الدكتور أمجد صابر الدلوي، رئيس جامعة جيهان-أربيل، الفعالية بكلمة ترحيبية، أكد فيها على أهمية هذه الفعالية لتعريف المجتمع الکوردستاني بالتجربة التايلاندية الناجحة. وأشار الدكتور أمجد صابر دلو إلى “نمور جنوب شرق آسيا السبعة”، التي كانت تايلاند واحدة منها، والتي استطاعت تحقيق تقدم هائل في جميع المجالات خلال فترة وجيزة، خاصة في رفع الناتج القومي ودخل المواطن. وصرّح قائلاً: “تايلاند هي التجربة التي يمكننا في کوردستان الاستفادة منها”.
وأوضح رئيس جامعة جيهان-أربيل أن أحد أهداف هذه الفعالية هو بناء جسر من العلاقات عبر المجتمع، ليس فقط على مستوى العمل الحكومي، بل أيضًا في القطاع الخاص. وأضاف: “نحن ندرك أن هذا البلد قد شهد تقدمًا هائلاً في مجالات الزراعة والصناعة والبرمجة وجميع القطاعات الاقتصادية. إنه مثال جيد لنا للاستفادة من هذه التجربة”.
في جزء آخر من كلمته، سلّط الدكتور أمجد صابر دلو الضوء على دور جامعة جيهان-أربيل كأكبر وأقدم جامعة في القطاع الخاص بإقليم کوردستان، قائلاً: تأسست جامعة جيهان-أربيل عام 2007، وتضم حاليًا 30 قسمًا علميًا وما يقرب من 10 آلاف طالب في حرمها الثلاثة (أربيل، السليمانية، ودهوك). وأوضح أن جامعات الإقليم، جنبًا إلى جنب، لعبت دورًا كبيرًا في تقدم إقليم کوردستان وتوفير الكوادر الكفؤة.
وبشأن أهمية القطاع الخاص، دعا البروفيسور الدكتور أمجد صابر الدلوي الشباب والخريجين إلى عدم الاقتصار على العمل الحكومي، موضحًا: “في جميع دول العالم، لا تتجاوز نسبة العاملين في القطاع الحكومي 20%، بينما يعمل 80% في القطاع الخاص وفي جميع مجالات الحياة”. وأكد أن تنظيم هذه الفعالية في جامعة جيهان-أربيل يثبت أن القطاع الخاص له دور حيوي في تقدم أي بلد.
وفي ختام كلمته، أعرب رئيس جامعة جيهان-أربيل عن أمله في أن تكون هذه الفعالية أساسًا لعلاقة جيدة مع تايلاند لبناء بنية تحتية أقوى مع إقليم کوردستان، مضيفًا: “نحن في جامعة جيهان مستعدون للتعاون مع الجامعات التايلاندية وفي مجال التعليم، والاستفادة من تجارب بعضنا البعض” لتوسيع التعاون الأكاديمي.
سفين دزيي: جسر للتواصل ونمو القطاع الخاص
بدوره، أكد السيد سفين دزيي، رئيس دائرة العلاقات الخارجية لحكومة إقليم کوردستان، في كلمته، على أهمية هذه الفعالية في بناء جسور قوية للتواصل بين الشعوب، خاصة في هذا العصر المعقد. وأشار إلى أنه عندما يبني الناس علاقات، يجب على القادة أن يمهدوا الطريق لمزيد من التفاعل، خاصة في قطاع الأعمال. وشكر السيد سفين دزيي جامعة جيهان-أربيل على استضافتها لهذا الحدث، الذي يرى أنه مكان مناسب لمثل هذه اللقاءات التي تعزز العلاقات الوطنية والعلمية والتعليمية.
وخصص رئيس دائرة العلاقات الخارجية لحكومة إقليم کوردستان جزءًا آخر من حديثه لتسليط الضوء على دور القطاع الخاص والتعليم العالي في إقليم کوردستان. وأوضح أن الإقليم قد دعم اقتصاد السوق الحرة وشجع ريادة الأعمال، مبتعدًا عن النظام الاشتراكي القديم. وأشار إلى أنه في البداية كان الإقليم يمتلك جامعة حكومية واحدة فقط، لكنه الآن يضم أكثر من 30 جامعة، حكومية وخاصة، مما يدل على رغبة وشغف شعب کوردستان بالمعرفة والتعليم الذي حُرموا منه لعقود. وأضاف أن استمرار هذه الفعاليات في الجامعات يبني أساسًا متينًا للعلاقات العلمية والثقافية.
سوبارك برونغثورا، سفير تايلاند: أوجه تشابه ثقافي وتعاون تعليمي بين الشعبين الكوردي والتايلاندي
في جزء آخر من الفعالية، ألقى سعادة السفير سوبارك برونغثورا، سفير تايلاند، كلمته التي شدد فيها على أوجه التشابه الثقافي والقيم المشتركة بين الشعبين الكردي والتايلاندي، قائلاً: “أعتقد أن الكورد والتايلانديين يمتلكون نفس الحمض النووي (DNA). نحن مرنون للغاية، وملتزمون جدًا، وشعب مسالم للغاية. كما أننا نحترم التنوع كثيرًا”. وأضاف: “لدينا في تايلاند نفس المبادئ التي تقوم على الوحدة والتنوع، وهذه هي نقاط القوة لشعبنا في احتضان جميع الثقافات والتقاليد والاختلافات وتطويرها نحو التنمية المستدامة”.
وفي سياق كلمته، أشار سفير تايلاند إلى علاقات تايلاند في مجال التعليم والثقافة، خاصة مع مؤسسات مثل مؤسسة تشايباتانا، وهي مشروع ملكي يهدف إلى تحسين معيشة الناس وتعليم الشباب. وأعرب عن سعادته بتقديم كلمة للجيل الشاب وطلبة جامعة جيهان-أربيل، الذين يمثلون مستقبل المنطقة. وشكر رئاسة جامعة جيهان-أربيل على تعاونهم وعملهم المشترك، خاصة في العام القادم الذي سيصادف الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين العراق وتايلاند. وأعرب عن أمله في أن تكون هذه الفعالية أساسًا للعديد من الزيارات والتبادلات المستقبلية في مجالات التعليم والثقافة.
فعاليات أخرى
بعد تقديم الكلمات، عُرض فيديو قصير عن جامعة جيهان-أربيل، ثم تواصلت الفعالية بتقديم عدة محاور متنوعة واستراتيجية. وقدم أعضاء الوفد التايلاندي الرفيع المستوى عدة فعاليات متنوعة شملت التعريف بالثقافة والتجارب السياحية والمهرجانات التايلاندية. كما نُوقشت مشاريع التنمية والعلاقات التجارية وسياسات الاستثمار في تايلاند، مع تسليط الضوء على نظام الخدمات الطبية والصحية المتطور.
وخلال الفعالية، شارك طلبة جامعة جيهان-أربيل بفاعلية من خلال مسابقة علمية بين عدة فرق طلابية، بهدف تحفيز روح التنافس العلمي والإبداع. كما شمل جدول أعمال الفعالية جزءًا خاصًا بالأسئلة والأجوبة وتوزيع الجوائز على المشاركين.
لقد شكلت هذه الفعالية الدولية فرصة مهمة لبناء جسور علاقات جديدة وتعزيز الشراكات في مختلف المجالات، كما أكدت مجددًا على دور جامعة جيهان-أربيل كمركز أكاديمي رائد في إقليم کوردستان.